حسام الشيخ
كجلستنا المعتادة على المقهى . . .
ما من شئ غير معتاد سوى أوجه بعض الجالسين الغير مألوفة . . . اصدقائى يلعبون الدومينو بينما أنا جالس ملقى بأذناى إلى أحاديث العُجَّز . . . منتظراً حديثهم عن القرن الماضى . . . وعن زمنهم المبروك ذاك . . . يتحدثون حيناً عن أحفادهم . . . ويقارنون بين زمنهم وزمننا . . . وحيناً آخر يتحدثون عن غلاء الأسعار وكيف أن المعاش لا يكفى لشئ . . . فينتقلوا إلى الشيشة . . . فتبدأ نوبة السعال . . .
حينها أولى اهتمامى أخيراً لأصدقائى بجوارى . . . فلا تمر بضع دقائق حتى امتلئ كللاً من سخافتهم . . . فأعود مسترقاً السمع إلى أحاديث العجَّز . . .
أصاب احدهم الحنق هذه المرة . . . . وعلا صوته حتى أصبح ملفتاً للنظر من كل القريبين منه . . . "معدتش قاادر خلاص" صرخ بها . . . ونهض من كرسيه وسقط أرضاً . . . نوبة قلبية جادة . . . التف حوله الجالسون وازدحمت تلك الطاولة . . . .
اقتربت منه لأرى علامات الضيق والحزن تكتسد وجهه الستينى . . . كنت اسمعه منذ قليل يتحدث عن عائلته . . . وعن طلباتهم المتزايدة باستمرار . . . وعن ابنته التى تتجهز للزواج قريباً . . .
كنت أرى عينيه تسرحان كثيراً . . . تذهبان بعقله بعيداً عن هذا المكان . . . لوهلة شعرت بالأسى عليه . . . رأيته يمثل ضحية لأشياءٍ كثيرة . . . ضحية لحكومة جشعة . . .
أدركت مدى جهل هذا الشعب ومدى ضعف صوته. . . فأباحت لنفسها كل شئ . . . ضحية لمجتمع سخيف . . . ليس لديه شئ ليفعله . . . إلا ان يفرض كثيراً من ال"لازم" و ال"ميصحش" . . . ضحية لنفسه ضعيفة الإيمان . . . فما كان يجب عليه إلا ان يؤمن بالخلاص قريباً . . . ولو بعض الشئ . . .
كجلستنا المعتادة على المقهى . . .
ما من شئ غير معتاد سوى أوجه بعض الجالسين الغير مألوفة . . . اصدقائى يلعبون الدومينو بينما أنا جالس ملقى بأذناى إلى أحاديث العُجَّز . . . منتظراً حديثهم عن القرن الماضى . . . وعن زمنهم المبروك ذاك . . . يتحدثون حيناً عن أحفادهم . . . ويقارنون بين زمنهم وزمننا . . . وحيناً آخر يتحدثون عن غلاء الأسعار وكيف أن المعاش لا يكفى لشئ . . . فينتقلوا إلى الشيشة . . . فتبدأ نوبة السعال . . .
حينها أولى اهتمامى أخيراً لأصدقائى بجوارى . . . فلا تمر بضع دقائق حتى امتلئ كللاً من سخافتهم . . . فأعود مسترقاً السمع إلى أحاديث العجَّز . . .
أصاب احدهم الحنق هذه المرة . . . . وعلا صوته حتى أصبح ملفتاً للنظر من كل القريبين منه . . . "معدتش قاادر خلاص" صرخ بها . . . ونهض من كرسيه وسقط أرضاً . . . نوبة قلبية جادة . . . التف حوله الجالسون وازدحمت تلك الطاولة . . . .
اقتربت منه لأرى علامات الضيق والحزن تكتسد وجهه الستينى . . . كنت اسمعه منذ قليل يتحدث عن عائلته . . . وعن طلباتهم المتزايدة باستمرار . . . وعن ابنته التى تتجهز للزواج قريباً . . .
كنت أرى عينيه تسرحان كثيراً . . . تذهبان بعقله بعيداً عن هذا المكان . . . لوهلة شعرت بالأسى عليه . . . رأيته يمثل ضحية لأشياءٍ كثيرة . . . ضحية لحكومة جشعة . . .
أدركت مدى جهل هذا الشعب ومدى ضعف صوته. . . فأباحت لنفسها كل شئ . . . ضحية لمجتمع سخيف . . . ليس لديه شئ ليفعله . . . إلا ان يفرض كثيراً من ال"لازم" و ال"ميصحش" . . . ضحية لنفسه ضعيفة الإيمان . . . فما كان يجب عليه إلا ان يؤمن بالخلاص قريباً . . . ولو بعض الشئ . . .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق