الخميس، 11 أبريل 2019

الخلاص . . .

 حسام الشيخ

كجلستنا المعتادة على المقهى . . .


 ما من شئ غير معتاد سوى أوجه بعض الجالسين الغير مألوفة  . . .  اصدقائى يلعبون الدومينو بينما أنا جالس ملقى بأذناى إلى أحاديث العُجَّز . . .  منتظراً حديثهم عن القرن الماضى  . . . وعن زمنهم المبروك ذاك . . .  يتحدثون حيناً عن أحفادهم . . .   ويقارنون بين زمنهم وزمننا . . .  وحيناً آخر يتحدثون عن غلاء الأسعار وكيف أن المعاش لا يكفى لشئ . . .  فينتقلوا إلى الشيشة  . . .  فتبدأ نوبة السعال . . .
 حينها أولى اهتمامى أخيراً لأصدقائى بجوارى . . . فلا تمر بضع دقائق حتى امتلئ كللاً من سخافتهم . . .  فأعود مسترقاً السمع إلى أحاديث العجَّز . . .
أصاب احدهم الحنق هذه المرة . . . . وعلا صوته حتى أصبح ملفتاً للنظر من كل القريبين منه  . . .  "معدتش قاادر خلاص" صرخ بها . . .  ونهض من كرسيه وسقط أرضاً  . . .  نوبة قلبية جادة . . .  التف حوله الجالسون وازدحمت تلك الطاولة . . . .
 اقتربت منه لأرى علامات الضيق والحزن تكتسد وجهه الستينى . . .  كنت اسمعه منذ قليل يتحدث عن عائلته . . .  وعن طلباتهم المتزايدة باستمرار . . .  وعن ابنته التى تتجهز للزواج قريباً . . .
 كنت أرى عينيه تسرحان كثيراً . . .  تذهبان بعقله بعيداً عن هذا المكان . . .  لوهلة شعرت بالأسى عليه . . .  رأيته يمثل ضحية لأشياءٍ كثيرة . . .  ضحية لحكومة جشعة . . .
أدركت مدى جهل هذا الشعب ومدى ضعف صوته. . .  فأباحت لنفسها كل شئ . . .  ضحية لمجتمع سخيف . . .  ليس لديه شئ ليفعله . . .  إلا ان يفرض كثيراً من ال"لازم" و ال"ميصحش" . . .  ضحية لنفسه ضعيفة الإيمان . . . فما كان يجب عليه إلا ان يؤمن بالخلاص قريباً . . .  ولو بعض الشئ  . . .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق